موضوع تعبير جاهز عن صناعة الفخار والخزف
توجهت إلى دكان السيد محمود الخزاف لاكتشف كيفية صنع التحف الخزفية ، وصلتُ وعندما دخلت الدكان لا حضت ان بع القطع الخزفية قد تكدست في زاوية و الأخرى وُضعت على الرفوف.
كنت أنظر بإعجاب إلى العمّ محمود الخزاف وهو يرتدي مئزرا صوفيا أزرق اللون وكان وجهه يوحي بالعزيمة و والجد والصبر. في بداية الأمر ، أمسك بذراعيه القويتين مطرقة من الحديد وانهال على قطع الطين اليابس يكسرها ويسقيها ماء دافئا ثم حولها إلى عجينة طرية وحين انتهى قفز وراء دولابه وتربع ثم شرع في العمل .. كنت سعيدا لأنني سأشهد ولادة تحفة جديدة على يديه.
حرك العم محمود الخزاف آلته برجله وأدارها ثم تناول كتلة من الطين المعجون وأخذ يلامسها بيديه والآلة تدور بانتظام.
كانت حبات العرق تتصبّب من جبينه من حين إلى آخر فيمسحها بكم قميصه مواصلا عمله بكل صبر وانغماس فيه، لكأنه في حوار مع قطعة الطين في يده، حوار لا يفهمه غيرهما ، ثمّ عمد إلى سكين و أبرز بعض ملامح التّحفة بكلّ خفّة ورشاقة، وإذا بكتلة الطين قد تشكلت شيئا فشيئا وأصبحت مزهريّة فخمة ساحرة لالاننظار ثم أخذ خيطا رفيعا فصل به الآنية عن قاعدتها ورفعها بيديه الحذرتين ووضعها بجانبه و عندما جنّت أدخلها الفرن لإنضاجها . بعد سويعات معدودة أخرجها بكل حذر والنار تحرق أصابعه فلا يأبه بها . كانت المزهرية آية في الإبداع الفنّي و روعة في الجمال فقام بطلائها بألوان زاهية فزاد حسنها إشراقا وجمال لا مثيل له
و عند مغادرتي أصر العمّ محمود الخزاف أن آخذها هدية منه فقبلت شرط أن أدفع ثمنها .. ما أجمل مزهريّتي، إنّها تسحر العين وتسبي الألباب وما أروع عمل الخزاف، لكم أعجبني وأذهلني
Comments are closed.