شرح نص في شاطئ حمام الانف محور الاقصوصة لعلي الدوعاجي تحليل شرح نصوص اولى ثانوي
تحضير قصيدة في شاطئ حمام الانف تعليم تونس 1 ثانوي مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج
الموضوع: الخصائص الفنية للأقصوصة اولى ثانوي
الخصائص الفنية للأقصوصة
دور الاقصوصة الواقعية عادة في فلك “الفن والابداع” سبيلا للخروج من المباشرة
النقدية في معالجة الواقع الاجتماعي. فهي على هذا النحو إبداع وإمتاع قبل أن تكون
إبلاغا أو إقناعا بموقف الكاتب من قضايا الواقع.. فما أوجه تميز الخصائص الفنية في
الاقصوصة الواقعية؟
إن الاقصوصة بما هي “نص سردي” بامتياز تقوم على بنية حدثية تتراوح بين التدرج
من العام إلى الخاص شأن “أقصوصة” “نبوت الخفير” أو تنهض على البنية الدائرية
كما هو الحال في أقصوصة “صادق” التي تبدأ بالتازم وتنغلق عليه أو أقصوصة “
في شاطئ حمام الانف” حيث تنطلق من “القطار” وتؤوب إليه لاحقا
كما أن كتاب الاقصوصة قد احتفلوا ب”السرد” بما هو مكون أساسي للقص فجعلوه في
الغالب سردا خطيا تتابعيا ينطلق من لحظة الانطلاق المعلومة إلى لحظة النهاية
المرسومة فالسارد على لسان “علي الدوعاجي” ينطلق في رحلة على متن القطار ثم
يصل إلى “الشاطئ” ليعود من حيث انطلق دون استباق أو استرجاع وهو ما تميزت به
الاقصوصة في مرحلة البدايات
أما الحوار فقد تفنن الكتاب في استعماله فمنهم من جعله ثنائيا او جماعيا حين يقتضي
مقام القص ذلك ومنهم من جعله باطنيا كما هو الحال في أقصوصة “صادق” حيث
يغور الراوي في باطن الشخصية كاشفا عن عزمها على الانتحار أو في نص
الدوعاجي الذي نطق بهواجس السارد خلال رحلته فكانت الرؤية الغالبة هي الرؤية
من خلف حيث يبدو الراوي عليما بباطن الشخصيات القصصية عادة.
وحين ننظر في الوصف نجده متنوع الحضور فهو وصف خارجي يرصد التحول في
المكان والزمان والشخصيات وهو وصف داخلي يكشف عن أحلام الغلام الاحدب او
مخاوف صادق، كما يتردد الوصف بين الجاد والساخر ، فقد نزع الوصف عند محمود
تيمور إلى تصوير الغلام إلى درجة الشقفة عليه مرة وصور السباق بين الدودة
والحذاء فكان ذلك مدعاة للسخرة والإضحاك مرة أخرى، ولعل الدوعاجي قد استغرق
المنزع الهزلي في الوصف فكان مغرقا في التصوير الكاريكاتوري
إن الاقصوصة بذلك إما انها قد سلكت مسلك الواقعية النقدية أو الواقعية الرمزية او
الواقعية الساخرة فكانت ممتعة مشوقة، وقد تجلى التشويق في عنصر المفاجاة الذي
يحيل عليه حدث مباغتة الشرطي للغلام خلال نومه او مفاجاة المجرم بأن الباب الذي
كان يحاول فتحه خلال عشرين سنة قد كان مفتوحا
من هنا يمكن ان نستخلص بعض مقومات الاقصوصة بما هي شكل أدجبي مباين
للرواية إذ تنهض على وحدة الاثر والانطباع واتساق التصميم فتستقيم على التركيوز
والتكثيف حدثا وحديثا وشخصيات وزمانا ومكانا فلا إطالة ولاتفصيل، بل نهاية مفاجئة
يعدّ لها من البداية حتى إذا اكتملت تحقق منتهى الامتاع والإبداع
وإن الناظر إلى أركان القص في سياق الاقصوصة الواقعية سيستخلص أن المكان
واقعي يدور في سياق عربي صميم فشارع السلسبيل بمصر و(شاطئ حمام الانف)
بتونس وقد يكون رمزيا كما الشأن في حكاية الباب فالزنزانة من محض الخيال، أما
الزمن فهو واقعي إذ تدور الاحداث خلال القرن العشرين في النصف الاول منه
والاحداث كذلك لاتخلو من مرجعية الواقع العربي سواء كان ذلك إحالة على تونس او مصر او لبنان
إن الفن في الاقصوصة الواقعية هو المقصود في المقام الاول لكنه لايخلو من رسالة
النقد والابلاغ التي تنكشف من خلال القضايا التي استهدفها الكتاب في مختلف اعمالهم الإبداعية