ملخص محور الجاحظ الجزء 1 الأول العربية بكالوريا آداب حجج شرح نصوص
تحضير دروس باكالوريا اداب تعليم تونس ملخصات دروس البكالويا وشروح نص
ملخص محور الجاحظ الجزء الأول العربية بكالوريا آداب
للجاحظ مكانة علمية وأدبية هامّة في عصره ومن بعده، مثّل توجّها فكريا علميا
قائما على مناهجعلمية واعتماده على العقل بكونه به يميز الإنسان بين الخطأ
والصواب والحق والباطل، علاوة على أنه مثّل قطيعة مع الفكر القديم التقليدي
التسليمي، الذي يتقبل الأمور دون دراستها والنّظر فيها. واعتماده المباشر على
النقل والتسليم والخضوع له، وشهد عصر الجاحظ بحضور هام لدور العقل خاصّة
في دور المعتزلة التي أحيت أو ربما أبرزت دور العقل وجعلت له مكانة مرموقة
لذلك يعتبر الجاحظ الرمز القاطع مع ما سبق بكونه يعتبر من شروط نماء العقل
وتحرره القطع مع ما سبق أي مع النقل والاتّكاء على العقل والاحتكام والرجوع
إليه، وبذلك فهو آلة المعرفة لديه وهو الحكم في كلّ الأمور صغيرها وكبيرها.
وفي ذلك اعتمد الجاحظ في تأليفه لكتاب الحيوان أو الرسائل منهجا عقليّا علميّا
ويظهر ذلك في بنية النص الحجاجي وتنوع أساليب الحجاج والأساليب الخطابية
والمنهج الشّكيّ إلى غير ذلك
مذهب الجاحــــــــــــــــــــــظ العـــــــــــــــــلمي:
آمن الجاحظ بالعقل واتخذه ألة ووسيلة في كتاباته ليبني منهجا علميا تميّز بالدقة
والجرأة ومن جملة ذلك نذكر
المنهـــــــــــــج العلــــــــــــــمي القائـــــــــــــم على الشّــــــــــــــــكّ:
منهج الشكّ في نقد المرويّات .. وتعلّم الشكّ في المشكوك فيه تعلّما) . والشكّ حالة
يحتاجها الباحث لضماننزاهة البحث ومصداقية ما أنتجه من معرفة، ولما كانت
غاية الجاحظ معرفة الحقيقة وجب عليه أن يتوجه نحو الغربلة للأخبار والمرويات
عبر استعماله الشك كمنهج لا كغاية فيذاته فهو يدعو بذلك إلى معرفة الأسباب
الموجبة له لمعرفة الأسباب الموجبة لليقين وهو بذلك يتجاوز شك الريبيين الذين
جعلوا الشك منطلقا و غاية.. وللشك أسس وهو ضرب من الحيرة تعتري المرء كما
ذكر ذلك الأستاذ ((محمد الهاشمي الطرابلسي ..جذذات العربية) يقول في ذلك فلم
يكن يقين حتى كان قبله شك، ولم ينتقل أحد من اعتقاد إلى اعتقاد غيره حتى يكون
بينهما حال شكّ.. والشك في الأخبارضروري في نظر الجاحظ، لأن البشر ميّالون
إلى التحريف و الكذب، مُولَعون بالعجــــائب والغرائب، ولا سيما العوام، فهم كما
يقول الجاحظ: “أقل شكوكا من الخواصّ لأنهم لا يتوقفون عند التصديق، ولا
يرتابون بأنفسهم، فليس عندهم إلا الإقدام على التصديق أو التكذيب” والإنسان
بطبعه ميّال إلى التحريف كما ذكرنا أو النقص أو الخطأ فهو غير معصوم من
الوقوع في الخطأ مهما كانت الحالة، حتى وإن روي عن علماء ثقات لأن ثقة السند
ليست دليلا على صحة المتن يقول:” لا ترسلوا إلى كبير من العلماء فإذا عليمهم
يقول بغير رواية و على غير أساس”. فعلاقة الجاحظ بالتراث إذن تقوم على جدل
الاتصال و الانفصال القائم على عدم التسليم بما وصل عبر الروايات والمرويات
المنقولة. فاعتماد الجاحظ للشك يعتبره أداة تعلم وآلة معرفة فهو مرحلة يقف فيها
الباحث عند مسألة بين الإثبات والإنكار فالشك ممهدلطريق البحث إذ يشعر
الإنسان في مرحلة الشك بحيرة لا يخرج منها سوي ببلوغ اليقين، لقوله: /فلم يكن
يقين حتى كان قبله شك/ ونجده في متن تآليفه يشير إلى معرفة الشك والبحث
عنه: ((فاعرف مواضع الشك)) ويضيف قائلا في اعتبار الشك علما من العلوم
الواجب تلقينها و تعليمها: “تعلم الشك في المشكوك فيه تعليميا
هذا الشك الذي يصل إلى إثبات الحقائق يمرّ عبر مراحل الموصلة من الشك إلى
اليقين عبر عنها الكاتب بقوله: “وبعد، فاعرف مواضع الشك وحالاتها الموجبه له
لتعرف بها مواضع اليقين والحالات الموجبة له، وتعلم الشك في المشكوك فيما
تعلما، فلو لم يكن في ذلك إلا تعرف التوقف ثم التثبيت
لقد كان ذلك مما يحتاج إليه
وبين الجاحظ ان الشك يختلف حسب درجة الوعي والعلم فلا يستوي العامي مع
العالم في الشك يقول في ذلك “فالعوام أقل شكوك من الخواص لأنهم لا يتوقفون في
التصديق والتكذيب ولا يرتابون بانفسهم فليس عندهم إلا الإقدام على التصديق
المجرّد أو التكذيب المجرّد…”.
يكمن فضل الجاحظ في تأسيس منهج قوامه السماع أولا والشك ثانيا والتجربة ثالثا
وقد بدا ذلك جليا في كتابه الحيوان إذ الجاحظ أجرى بعض التجارب ليتأكد من
صحة الأخبار و خطئها ولم يقتصر في ذلك على تجاربه الشخصية بل تعداها إلى
الاستفادة من تجارب غيره لاعتقاده أن معرفة العالم لا تنمو إلا بسماعه ومقارنتها
بالآخرين حتى لا تكون آحادية وفردية يقول الجاحظ: “لو جئنا إلى قدر قوتنا
ومنتهى تجاربنا لقلت المعرفة
وقد تحلّل هذا المنهج العلمي النزعة العقلية التي يدعو إليها الجاحظ وذلك بإعمال
العقل في الأخبار المنقولة، وإن كانت من مختصين كالجزارين، أو القرادين أو
الصيادين. أو اعتماده أساليب كالتعديد والتوسع والتفصيل وهو ما يعبر عنه التوليد
والذي نقصد به توليد جملة عن جملة أو توليد فكرة عن فكرة. علاوة على بروز
ظاهرة التجربة النابعة من الشك والتي يتخللها إعمال للعقل وتبصر في الظاهرة
التي يتناولها من خلال المعاينة لقوله: “وليس يشفيني إلا المعاينة”. إضافة إلى
أساليب الإقناع والمُحاجَجة التي تشير إلى النزعة العقلية من خلال دعم ودحض
الأطروحات عبر توظيف حجج واقعية من جهة وأخرى
منطيقية تحتكم إلى منطق العقل.
التجربــــــــــــــــــــة عند الجاحــــــــــــــــظ:
ساهمت التجربة العلمية لدى الجاحظ في تكوين معرفة علمية استزاد منها الجاحظ
كثيرا حيث لم يكتف بتجارب الآخرين بل أعاد بنفسه الكثير منها “وليس يشفيني إلا المعاينة” كمراقبة سلوك الفئران والعقارب، وكان يعتقد بمحدودية المعرفة والقدرة
البشرية فكان يتثبت من تجارب غيره “ولو جئنا قدر قوّتنا .. ومنتهى تجاربنا لما
تدركه حواسنا .. لقلّت المعرفة” وللتجربة في أدب لجاحظ
مراحل تمرّ بها بداية من
الملاحظة الدقيقة ثمّ انبناء النظرية أو الافتراضيات الممكنة ثمّ يصل إلى التحقق
منها عبر التطبيق الفعلي لتلك الافتراضية للوصل إلى الحقيقة العلمية
وقد كانت التجربة العلمية القائمة على الشك تجربة منهجية علمية ويظهر ذلك من
خلال التجريب في المحسوسات (لا تشفني إلاّ المُعاينة) مع ترتيب مراحل التجريب
بين الملاحظة والفرضيّة والتجربة فالقانون من ثم الإستقراء للظواهر الإجتماعيّة
(قالوا …وقال النّاس …وقد رأينا …) متّخذا في ذلك مسافة بين جميع القراءات
العلمية الأخرى فكان محايدا بينها وذلك يظهر من خلال موقفه ان الحيوان يخرج
منه الجنين رأسه من رحم أمه وذلك في قوله “ولست أراه محالا ولا متّسعا ولست
أبتّ بإنكاره وإن كان قلبي شديد الميل إلى ردّه”. وفي كتاب الحيوان يبرز منهج
الشك في الأخبار والمرويات كما اعتمد الجاحظ فهو يبدأ بتقديم الخبر بسنده
الصحيح كما سمعهمع نقله للرّواة الثقات أو أهل الإختصاص في شعبة من شعب
العلم ينقله ويقدمه بأمانة وموضوعية، دون حكم له أو عليه، ثم يأخذ في تقليبه على
و جوهه الممكنة، والنظر فيه من جميع الزوايا، لتبين مواطن الضعف أو القوة في
مضمونه ثم يحكم بالقبول أو الرفض باعتماده الحجج الممكنة
والتي تتماشى في ذلك الموضع
المنهــــــــــــــــج الاستقرائـــــــــــــــــــــــي:
هو النظر في الوقائع الجزئيّة لاستخراج حجم كلّي ند البحث في أمر ما، يعني
استخراج حكم هام كلّي من الخاص الفردي. وظهر هذا الأمر في كتابات الجاحظ
كثيرا فيطرح الجزئيات والفرعيات والخصوصويات ليخرج بنا من بعد ذلك إلى
حكم أو قاعدة أو فكرة عامة لا خاصة جزئيّة أي أنه يحلّل الفكرة في جزئّياتها
ويفككها عبر منهج الشّك والتجربة ثم يستخرج ويستنبط الحكم منها ويظهر ذلك في
قوله “إنهم أحصلوا أصناف نخل بصرة أيّام المعتصم وغذا بها ثلاثمائة وستّون
ضربا” وفي نفس السياق متحدثا عن البصرة “أن بيادر التمر لا ترى على شيء
منها ذبابة لا ليلا ولا نهارا في البرد ولا في الحر من حيث يكثر الذباب خارج
البصرة ويقع على كل شيء”. وهذا المنهج برهن على قدرة الجاحظ الهائلة على
التصوير العلمي وإظهار المفارقات والخصائص والجزئيات وربطها بقرائنها والتي
يمتلك حيالها قدرة على الاستنتاج الجيّد فعندما تحدث عن انتشار الذباب في بلاد
الهند وضع تعليلا علميا معقولا بقوله “وهذا يدلّ على عفن التربة وسخن الهواء
وهذا ما يحملنا على أن الجاحظ كان صاحب همّة وذو دقّة
عالية في ربط الأسباب والنتائج
بنيـــــــــــــــــــة النـــــــــــــص الحجــــــــــــــاجي:
تأثر الجاحظ بالمذهب الإعتزالي تأثرا عميقا، وحضر حلقات رجال الإعتزال ولا
سيما إبراهيم النظام وأبي الهذيل العلاف و مويس بن عمران. وتكشف كتابات
الجاحظ عن تبحره في علم الكلام و الفكر الاعتزالي وإتقاه لعلم الكلام وعلم المنطق
وفنون الحجاج بأنواع ومصادره المتنوعة علاوة على ثقافة موسوعية تكاد تشمل
معارف عصره في اللغة والأدب والدين والفلسفة والحيوان والسياسة. وتخضع
نصوصه الحجاجية لبنية تكاد تكون ثابتة تقوم على عرض الأطروحة المدعومة
والتي يمكن ان يفتتحها من قبيل قوله: “وقد قال أناس إنهم صاروا أسخياء لضعف
عقولهم” أو المدحوضة الاي يورد غالبا موقفه من ذلك قوله: “قلنا إنا لم نزعم أن
الأخبار” وغيرها، وسيرورة حجاج يتم أثناءها عرض جملة من الحجج المتنوعة
وفق نظام مخصوص وبأساليب وروابط حجاجية فتفضي بالخصم إلى التسليم و
تلزمه الحجة . ويختم النص الحجاجي بنتيجة منها قوله “وقد وقّفناكم على إدحاض
حجّتكم في ذلك بالقياس الصحيح” أو كذكره فس مسألة النساء في قولهم الذكر
أفضل من الأنثى عرض حججهم ثم استبعدها عبر عرضه لحجج وبراهين
استدلالية جيدة فذكرمن محاسنها في الىخر “فوصل الله تعالى عجزها بقوة من
أحوجه إلى الاستمتاع بها، ووصل جهلها بمعرفة من عرف وكيف وجد الحيلة في
صونها والدفاع عنها
تتنوع نصوص الجاحظ في كتاب الحيوان والرسائل بين النص التفسيري والنص
الحجاجي حيث يقوم النص التفسيري على العرض له بنيتُه ثلاثيّة تقوم على عرض
الأطروحة وتثمينها او تدعيمها بحجج وتفسيرها تفريعا وتفصيلا ثم يتجه الجاحظ
نحو اِستخلاص الحكم أو النتيجة ( مثال: نصّ منطق الطّير ص.167 / نصّ
حاجة العقل إلى الشّحذ ص.157
أما النوع الثاني فهو النّصّ الحجاجي الذي بدوره يحمل نوعين أوّلهما النّصّ الجدلي
وتتوفّرُ فيه أطروحتان أطروحة مدحوضة و أطروحة مدعومة وبنيتُه في الغالب
ثلاثيّة متألّفة من :عرض أطروحة الخصم ثم تقويض أطروحة الخصم ودحضها
واستبعادها وتأسيس أطروحة بديلة متمثلة في أطروحة الكاتبوصولا إلى النتيجة
والاستنتاج (مثال: نصّ هل الأخبار حجّة ص.142/ نصّ فخر السّودان على
البيضان ص.130/ نصّ تفضيل الكلام على الصّمت ). والنوع الثاني من النص
الحجاجي هو النص السجالي القائم على المناظرة بالأساس ينمو فيها الموقفان
المتناظران تدريجيّا لتعرف البنيةُ تشعّبا داخليّا يحكمه في الغالب بناء ثلاثي قائم
على عرض الموقف ودحضه بالموقف المخالف ثم عرض الحجج والراهين الدالة
على بطلان أطروحة الخصم وصحّة أطروحة المحاج من ثم النتيجة والاستنتاج
الدال على سلامة موقف المحاج .. مثال: نصّ العقل هو الحجّة ص.135/نصّ
المعتزلة يتوسّطون الفرق .ص.147