أولى ثانوي – تواصل شفوي المحور الأوّل في التواصل الشفوي : مظاهر من الحياة المعاصرة 1 ثانوي تعليم تونس
درس في تواصل شفوي المحور الأوّل في التواصل الشفوي : مظاهر من الحياة المعاصرة
موقع شرح نص يقدم لكم كل ما يهم من شرح نصوص للسنة اولى ثانوي
مواضيع انشاء بحوث وحجج تلخيص الدروس وبحوث جاهزة للسنة اولى ثانوي
تواصل شفوي المحور الأوّل في التواصل الشفوي : مظاهر من الحياة المعاصرة
حياتنا المعاصرة…كيف نواجهها
حياتنا المعاصرة أشبه بكتاب غلافه جميل يتضمّن قصّة جميلة بما فيها من مغامرات إلّا أنّ نهايته مؤلمة ومن هذه النّهاية سنبدأ الحديث عن الصّورة وانعكاساتها فبقدر ما سعد الإنسان بفضل الرّقيّ الحضاري بقدر ما تألّم لمخلّفاته البشعة في مجالات عدّة فهو البطل باكتشافاته وبحوثه وسعيه من أجل الرّقيّ الحضاريّ وهو في نفس الوقت الضّحيّة يدفع ضريبة الرّقيّ الماديّ من روحه وقيمه واستقراره النّفسيّ والاجتماعيّ والمادّيّ …
فإنسان العصر الحديث يركض ولكن حين يعييه السير وتتعبه الحياة يقرّر أن ينهيها في لحظة لست أدري أنسمّيها لحظة قوّة أم لحظة ضعف مظهر إيمان أم علامة جحود وكفر حبّا للحياة أم كرها لها؟؟؟ هذا أكثر ما يؤلم الإنسان في هذا العصر ظاهرة الانتحار أو اختيار الموت على الحياة وهي ظاهرة أصبحت منتشرة بشكل فضيع لا سيما في بلادنا العربيّة والأبشع من ذلك أن يكون الانتحار بالحرق فكأنّ الحريق يسري ويتحوّل معه البشر إلى ما يشبه الهشيم .صورة مفزعة حقّا تدعونا إلى دقّ ناقوس الخطر والتّوقّف للبحث في هذه الظّاهرة .لماذا يقبل هؤلاء على الموت ؟ هل هناك ما يبرّر هذا الصنيع ؟ أم أنّ الإنسان يجهل أنّ الحياة هي الامتحان الأصعب الذي يواجهه في تجربته و كل امتحان يقتضي النجاح والفشل والنّجاح درجات كما هو الفشل فهل يمكن أن نعتبر ظاهرة الانتحار أعلى درجة من درجات الفشل ؟.
لا بدّ قبل الحكم على ذلك من الوقوف على الأسباب التي تدفع بالإنسان إلى هذا الاختيار وهي عديدة قد لا نوفّق في الإتيان عليها ولكن حسبنا أن نركّز على أهمّها فهذا الاختيار إمّا أن يكون لأسباب مادّيّة وقصور عن توفير مقوّمات العيش الكريم وإمّا لأسباب نفسيّة معقّدة قد تجعل الأمر أكثر صعوبة حين يتعلّق بالبحث عن الحلول ذلك أنّ السّبب الأوّل علاجه بيّن ومعروف فبمجرّد القضاء على السّبب وهو العوز أو البطالة أو سوء التّصرّف في الأموال يزول المشكل أمّا إذا تعلّق الأمر بالنّفس بما فيها من تعقيدات فإنّ الحلّ يصبح عسيرا. ما هو الخيط الذي سنمسك به والنّفس إذا اضطربت أصبحت مثل الكبّة من الخيوط المتداخلة لا نفلح في مسك أوّلها ولا آخرها أو هي ذلك الصّندوق المغلق رمي مفتاحه في اليمّ وحلّ هذا الصندوق يقتضي سبّاحا ماهرا؟
إنّ مثل هذا المشكل يحتاج إلى تضافر الجهود بين الأخصّائيين النّفسيين والاجتماعيين وفقهاء الدين والمربّين في الأسرة والمدرسة والإعلاميين والمنظّمات ومؤسّسات المجتمع المدني كلّ هؤلاء لا بدّ أن يجنّدوا لمعالجة هذه النّفس المريضة بوضع الإصبع على الدّاء الحقيقيّ وهو كامن في الإنسان نفسه لا في الحضارة وفي الاختيارات السّياسيّة التي حوّلت منتجات الحضارة إلى سلاح لتدمير الإنسان والاختيارات الفكريّة التي وجّهت الحضارة في اتّجاه الإعلاء من قيم الشّرّ على حساب الخير والاختيارات الاقتصاديّة التي جعلت من الحضارة تصنع الفوارق بين الغالب والمغلوب وبين القويّ والضّعيف وبين المتقدّم والمتأخّر والاختيارات الاجتماعيّة التي جعلت من الحضارة مجرّد سلعة تباع والإنسان مستهلك بلا وعي بلا حصانة إذن آن الأوان لترشيد سلوك الإنسان في تعامله مع الحياة المعاصرة حتّى يقبل عليها بسلاح لا يمكن أن يدمّره سلاح الحضارة.
شرح جميع نصوص اولى ثانوي بحوث مواضيع انشاء حجج تعبير انتاج كتابي ملخصات الدروس امتحانات تحليل مقالات ادبية من هنا