ملخص محور في التفكير العلمي تحليل شرح نصوص باكالوريا رابعة ثانوي
تحضير نصوص محور في التفكير العلمي 4 ثانوي تلخيص محور في التفكير العلمي حجج
تلخيص محورفي التفكير العلمي رابعة ثانوي
ان تاريخ المعرفة الانسانية هو تاريخ تراكممي لا معنى فيه للقطائع و الفجوات و الانكسارات، فكل
حضارة تستوعب مُنجزات الحضارات الماضية و تُضيف لبنات جديدة لصرح الإنسانيّة. و هو ما
نهضت به الحضارة العربيّة الإسلاميّة في المجال العلميّ سواء أكان ذلك في مستوى آليّات نقل
المعرفة أم في مستوى آليّات إنتاجها
فما هي الإضافات التّي قدّمتها الحضارة العربيّة الإسلاميّة إلى المعرفة الإنسانيّة فيما يتّصل بآليّات
نقل المعرفة؟ و ما هي الإضافات التّي تتّصل بآليّات إنتاجها؟
i- آليّات نقل المعرفة:
يُمكن تقسيم آليّات نقل المعرفة إلى قسمين:
1- نقل المعرفة داخل اللّسان الواحد ( داخل اللّغة الواحدة ): قام العرب بغربلة معارفهم عن طريق
توسّل علم الجرح و التعديل، أي نقد السّند و المتن ( الجاحظ مثلا ). و كما هو معلوم فإنّ هذه
العمليّة ضرورة أملتها تلك الثقافة التّي كانت تتأرجح بين المُشافهة و التدوين. و قد ضمنت هذه
الغربلة للحضارات الأخرى معارف صحيحة باعتبار ” المغلوب مولع دائما بالاقتداء بالغالب “
حسب تعبير ابن خلدون.
2- نقل المعرفة من لسان إلى لسان آخر ( من لغة إلى لغة أخرى ): تُعتبر الترجمة من أهمّ الوسائل
المعرفيّة التّي اعتنى بها العرب من أجل إغناء حضارتهم بمُنجزات الأمم السّابقة. و قد ضمنت هذه
الآليّة للإنسانيّة المُحافظة على ذلك التّراث الإنساني الضّخم الذّي سبق نهضة الحضارة العربيّة
الإسلاميّة. كما أنّ العرب لم يكتفوا بالنّقل فقط، بل كانت التّرجمة مُنطلقا لمزيد البحث و التمحيص
و تأسيس معارف جديدة أضافت الكثير إلى الإنسانيّة. يقول الجاحظ: “ينبغي أن يكون سبيلنا لمن
بعدنا كسبيل من كان قبلنا فينا
آليّات إنتاج المعرفة:
يُمكن تقسيم هذا المحور إلى أربعة أقسام
1- التساؤل حول وسائل المعرفة:
إنّ هذا التساؤل المعرفيّ يسبق أيّ فعل لإنتاج المعرفة و تأسيسها، و هو تساؤل خاضت فيه كلّ
الحضارات السّابقة للحضارة العربيّة الإسلاميّة. و قد أجمع الفلاسفة العرب على حصر وسائل
المعرفة في ثلاثة أقانيم و هي الحواس و العقل و الحدس. فالتوحيدي اعتبر أنّ الحواس قاصرة
عن الوصول إلى المعرفة المُطلقة ( نسبيّة المعرفة الحسيّة ) في حين أنّ العقل ” هو الملك
المفزوع إليه و الحَكَمُ المرجوع إلى ما لديه “. و الغزالي بعد أن مارس منهج الشكّ اعتبر أنّ “
المعرفة نُور قذفه الله ” في صدره، أي أنّها تقترب من معنى الوحي و الإلهام و الحدس
و عموما يُمكن القول، إنّ الحضارة العربيّة الإسلاميّة قد رفعت من شأن العقل باعتباره وسيلة
معرفيّة تستطيع عقلنة الموجودات و كشف أسرار الكون. فالجاحظ يقول: “لا تذهب إلى ما تُريك
العين و اذهب إلى ما يُريك العقل… و العقل هو الحجّة”
2- ضبط شروط الباحث:
ذلك أنّ الباحث يجب أن يتّصف بصفات خاصّة كي يستطيع أن يتبحّر في بحر العلوم و أن يُقدّم
معارف صحيحة و سليمة. فابن الهيثم اشترط على الباحث الانصراف للبحث ( التفرّغ له ) و
الإخلاص له و مُراجعته باستمرار ( عمليّة التحيين الدّائم ). و ابن خلدون اشترط المعرفة
الموسوعيّة و تنوّع المصادر و حُسن النّظر و التثبّت و الموضوعيّة
3- ضبط منهج البحث:
إنّ قضيّة المنهج من أوكد المسائل التّي يجب على الباحث أن يعتني بها من أجل تأسيس معرفة
سليمة و صحيحة، و قد كان العرب على وعي بهذه المسألة لذلك اعتنوا كثيرا بضبط منهج البحث
فالجاحظ قدّم منهج الشكّ الذّي ينقسم إلى أربعة مراحل و هي التعرّف (تحديد المواضيع التّي
يُمكن أن نشكّ فيها، و المواضيع التّي لا يُمكننا الشكّ فيها. ) و التوقّف ( و هو قرين الموضوعيّة،
و يتعلّق الأمر هنا بعدم إصدار أحكام مسبقة حول الموضوع المُستهدف بالشكّ، أي تعليق الحكم. )
و التثبّت (و هو فحص الموضوع المُستهدف بالشكّ من مختلف جوانبه ) و اليقين ( و هو المعرفة
الثّابتة التّي لا يُمكن الشكّ فيها ). و ابن الهيثم ضبط منهجااا استقرائيّا يرتكز على ثلاثة مراحل و
هي: الاستقراء و النّقد و اليقين. و ابن خلدون ضبط منهجا يجب أن يتمثّله كلّ مُشتغل بمبحث
التّاريخ و ينقسم إلى ثلاثة مراحل و هي القياس ( قياس الغائب بالشاهد و الحاضر بالذاهب ” )
و التّعليل (تعليل الاتّفاق و الاختلاف بين وقائع الحاضر و وقائع الماضي ) و التقنين ( القوانين و
القواعد المُتحكّمة في وقائع التّاريخ )
4- المُنجز العلميّ
إنّ ضبط الخطوات السّابقة بكلّ دقّة و حرفيّة ( وسائل المعرفة / شروط الباحث / منهج البحث )
أدّى إلى مُنجز علميّ ثريّ قدّمته الحضارة العربيّة الإسلاميّة إلى الإنسانيّة. و من أمثلة ذلك:
الحسن بن الهيثم: يرجع فضل السّبق في وضع نظريّة الإبصار السليمة إلىعالمالبصريّات المسلم
ابن الهيثم التّي تطوّر على أساسها علم الضوء الحديث. فالنظريّة التّي كانت تُسيطر على فكر
العلماء في الحضارات القديمة وظلّت سائدة حتى القرن الرابع الهجري أنّ الضوء ينساب من العين
الى الجسم المرئي فتقع الرؤية. فصحّح ابن الهيثم هذه الفكرة وقرّر أنّ الإبصار إنّما يكون نتيجة
سقوط أشعّة صادرة من الجسم المرئي إلى العين لتؤثر فيها
أبو بكر الرّازي: يُعتبرُ رائدا في الجمع بين الطبّ و الكيمياء، و هو أوّل من وضع تشخيصا دقيقا
عن التهاب الأعضاء و الرّئة و فرّق بين الجُدريّ و الحصبة. و كان أوّل من استعمل خيوط
الجراحة من مصارين الحيوان
أبو القاسم الزّهراوي: ألّف ” التّصريف لمن عجز عن التأليف و تُرجم هذا الكتاب إلى عديد
اللّغات، و ظلّ مرجعا يُعتمد في الجراحة بإيطاليا و فرنسا. و يتضمّن فصولا دقيقة لعمليّات
استخراج حَصَى المثانة بالشقّ و التّفتيت. و هو أوّل من أجرى عمليّة الغدّة الدّرقيّة
ابن سينا: أوّل من استعمل التخدير أثناء الجراحة و لفت إلى وظيفة الشبكيّة في الإبصار. و قد قال
بتنقّل عدوى الأوبئة عن طريق الماء و التّراب
ابن النّفيس: اكتشف الدّورةالدمويّة التّي غيّرت نظريّات الطبّ و العلاج تغييرا جذريّا
جابر بن حيّان: رائد الكيمياء الحديثة. خرج بالكيمياء من الشعوذة و السّحر إلى الدقّة العلميّة.
البتّاني:- أنشأ مرصدا باسم مرصد البتّاني (( و قد تأثّر به )) كوبرنيك
البيروني: يُعتبر واضع أصول الرّسم علىسطح الكرةالأرضيّة
أبو الفتح عبد الرّحمان الخازن: صنع الإسطرلابات. و اخترع ميزانا خاصّا لوزن الأجسام في
الهواء و في الماء. و ” ميزان الحكمة ” هو الأوّل من نوعه في الهيدروستاتيكا
الخوارزمي-: يدينُ له العالم بعلم الحساب و علم الجبر. له الفضل في تطوّر علوم الرياضيّات و
المحاسبة و الكمبيوتر
ابن خلدون: جعل من مبحث التاريخ علما مُكتمل الأركان ( تقنين الوقائع التاريخيّة و إدخال مفهوم
التنبّؤ إلى الظواهر التاريخيّة ) و أسّس علم العمران البشري